للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
أستاذ مساعد في كلية وايل كورنيل للطب – قطر يطالب بنهج أكثر تكاملًا لعلاج سرطان الثدي
"أسرتها وجسدها وزوجها وأطفالها وحياتها العاطفية وأصدقائها ومسيرتها المهنية، هذه جوانب مختلفة من امرأة مصابة بسرطان الثدي، ولا ينبغي الحكم عليها من خلال تلك الكتلة السرطانية، بل إنها بحاجة إلى أن تعامل على نحو متكامل". هذا ما يقوله الدكتور أراش رافي تبريزي، أستاذ علم الوراثة وأستاذ أمراض النساء والولادة في وايل كورنيل للطب - قطر.
يقول الدكتور تبريزي، إنه بينما تنجح الأبحاث والتقنيات الجراحية في التصدي لمكافحة سرطان الثدي، غالبًا ما يَنسى المجتمع الطبي أن المرأة لديها مجموعة من الأسئلة والهواجس التي تؤرقها والتي تتعلق بمتابعة حياتها على نحو شامل ومتكامل.
الدكتور أراش رافي تبريزي يؤكد على أن الدعم الذي يقدّم للمرأة المصابة بسرطان الثدي مهم جدًا في تطوير نتائج البحوث والتقنيات الجراحية في هذا المجال.
وأضاف الدكتور تبريزي، فرنسي من أصل إيراني، في وايل كورنيل للطب – قطر: "لا يزال التواصل بين معظم الأطباء والجراحين في جميع أنحاء العالم وبين المريض منحصرًا بتلك الكتلة، وعندما يناقشون الأمر مع مريضهم، فهم يتحدثون عن مدة العملية، عدد الغرز التي ستضمها، وما إلى ذلك من المعلومات الأخرى، وحينما يستمع المريض إلى الطبيب ويومئ برأسه ويترك الغرفة، فإن 100 سؤال آخر يتسابق في ذهنه: كيف سيؤثر هذا على حياتي؟ هل سأتمكن بعد اليوم من رفع ابني الصغير؟ هل سيشعر زملائي بأنه لا يمكنني تحمل ضغط العمل بعد الآن؟".
ويُضيف الدكتور تبريزي إن مثل هذه الحالات تنشأ لأن معظم الأطباء يفضلون الحفاظ على مسافة عاطفية مع مرضاهم. قد يبتسمون ويتحدثون مع المريض، لكنهم لا يتعرفون على ظروفه الشخصية بشكل كافٍ. ويشير إلى أن هذا يمنع الطبيب من أن يكون له وجود مطمئن في رحلة مريض بسرطان الثدي، من أول زيارة له وحتى استكمال الشفاء أو إلى حين نهاية الطريق.
نحن بحاجة إلى أن نكون هناك لمساعدة مرضى سرطان الثدي على مواجهة الجراحات والزيارات الدورية، وحتى النتيجة النهائية.
"نحن بحاجة إلى أن نكون هناك لمساعدة مرضى سرطان الثدي على مواجهة الجراحات والزيارات الدورية، وحتى النتيجة النهائية. أخبرتني إحداهنّ أنه في نهاية خطة علاجها، نصحها الأطباء بالعودة إلى المنزل وإجراء فحص بالأشعة المقطعية بعد ثلاثة أشهر".
وأضاف الدكتور تبريزي: "ما لا يعلمه الأطباء أنه خلال تلك الأشهر الثلاثة، أنها قد تعاني من آثار جلسة الفحص بالأشعة المقطعية أو نتائجها، دون أن تكون قادرة على التحدث مع الطبيب. بالإضافة إلى التحديات الأخرى التي قد تواجهها المرأة في المنزل أو في العمل أو في المجتمع، لدينا هنا امرأة هشة عاطفيًا، وهذا يؤثر على النتيجة الكلية".
خلال السنوات القليلة الماضية، قاد الدكتور تبريزي فريقًا من الباحثين لإجراء دراسة، حيث تم تزويد 130 مريضًا ببروتوكول علاج أكثر شمولاً لعملية إعادة بناء الثدي. لقد تم إعطاؤهم العلاج الطبيعي، والتدليك، وإعادة بناء الثدي التجميلي إلى الحد الأدنى، والأنشطة البدنية مثل الرحلات وتسلق الصخور إلى جانب الجراحة والأدوية والعلاج الإشعاعي. وتم إعطاؤهم أيضًا خيار الاتصال بطبيبهم الشخصي متى ما أرادوا، وليس فقط في المواعيد الطبية.
وحول الدراسة، يقول الدكتور تبريزي: "النتائج من حيث الشفاء الجسدي والعاطفي للمرضى مشجعة للغاية وسيتم نشرها قريبًا. إذا تمكنا من إثبات أن اتباع نهج كلي وشخصي يجمع بين العمليات الجراحية البسيطة وزيادة العلاقة بين الطبيب والمريض يحسن نوعية حياة المرضى، فخطوتنا التالية ستكون مناقشة هذا الأمر مع صناع القرار في القطاع الصحي في قطر لطرح خطة علاج أكثر شمولية للمرضى في جميع أنحاء البلاد".
يعمل أستاذ وايل كورنيل للطب – قطر، منذ 11 عامًا ويقول إنه شهد شخصيًا آثار زيادة الوعي لدى الجمهور بالمرض. ويضيف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل، يتعين على أصحاب المصلحة الثلاثة، المهنيين الطبيين والباحثين ومجتمع المريض، العمل معًا.
وأكد الدكتور تبريزي، قائلًا: "يحتاج الفريق الطبي الذي يعالج مريض سرطان الثدي إلى التخلص من المعطف الأبيض والتعرف على المرأة التي أمامه بشكل أفضل. إنهم بحاجة إلى منحها الثقة لمناقشة تلك التحديات المهمة بالنسبة لها، حياتها العاطفية، أطفالها، وظيفتها، ومخاوفها".
خلال السنوات القليلة الماضية، قاد الدكتور تبريزي فريقًا من الباحثين لإجراء دراسة، حيث تم تزويد 130 مريضًا ببروتوكول علاج أكثر شمولاً لعملية إعادة بناء الثدي.
وتابع تبريزي: "البحوث هي أداة مهمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتصدي للمرض على المستوى الجيني. في الوقت الحالي، تحاول مختلف الفرق في جميع أنحاء العالم وفي وايل كورنيل للطب – قطر إيجاد أفضل الطرق لتحسين العلاج الكيميائي للسرطان، واستخدام علاجات خاصة لكل مرض. وهناك اهتمام كبير في مجال الطب الوقائي من خلال الفحص الجيني الأوسع أو تقييم مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. في المستقبل، نتوقع أن نرى علاجات مبتكرة مثل العلاجات الخاصة لكل مرض على حدة، أو التصحيح الجيني في السياق الوقائي".
يقول الدكتور تبريزي أن المرضى أيضًا يمكنهم مساعدة الأطباء والباحثين في فهم الحاجة إلى مقاربة أكثر شمولية للعلاج.
يجب أن تتمتع كل امرأة مصابة بسرطان الثدي بالثقة لتخبر زملائها وعائلتها أن فقدان الثدي أو حتى شعرها لا يجعلها أقل أنوثة
ويؤكد الدكتور تبريزي، قائلًا: "يجب أن تتمتع كل امرأة مصابة بسرطان الثدي بالثقة لتخبر زملائها وعائلتها أن فقدان الثدي أو حتى شعرها لا يجعلها أقل أنوثة".
واختتم قائلًا: "عندما يدافع مريض سرطان الثدي عن نفسه ويقول بأنه كيان كامل بحاجة إلى أن نتعامل معه كإنسان بعيدًا عن مرضه. السرطان ليس سوى جزء صغير من حياتهم، ولن يسمحوا بأن يكون أكبر مما هو عليه، حينها بقية العالم سوف يتواءم، وسيكون من الممكن اتباع نهج أكثر شمولية".